أينقص الدين وأنا حي؟!

أينقص الدين وأنا حي؟!





قانون سنه صديق هذه الأمة وتلميذ رسولها الأعظم

ليس لفارس الإسلام أن يتخلف عنه أو يتقهقر يوم فقد ارتدت جزيرة العرب عن الإسلام بعد وفاة سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وكاد الإسلام أن يهلك فانبرى للفتنة أبو بكر الصديق رضي الله عنه يجيش الجيوش ويستنفر الهمم لمهمة الإنقاذ الجلية وانطلق لسانه الصديقي الطاهر لتسيل منه كلمات الإيمان و اليقين:

( قد انقطع الوحي وتم الدين أينقص وأنا حي؟!).

وغدت تلك الكلمات سنة في قانون المؤمنين وشعاراً لرجال الإسلام في جميع الأعصار يقولونها بلسان الحال قبل لسان المقال:
أينقص الدين وأنا حي؟!

قالها أحمد بن حنبل ، فوقف يذود عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في محنة خلق القرآن متحملا الحبس والجلد فخلد الله ذكره وجعله إمام أهل السنة والجماعة.


أينقص الدين وأنا حي؟!

ترجمها صلاح الدين إلى جهاد وجلاد فكان لا ينزل من على فرسه إلا لماماً حتى تقوست قدماه من ركوب الخيل ففتح الله على يديه وحرر الأقصى الأسير.

أينقص الدين وأنا حي؟!

تربى عليها أشبال فلسطين فوقفوا يعلمون الأمة كلها كيف تكون الرجولة وأذلوا بالحجارة نواصي إخوان القردة والخنازير من الصهاينة الملاعين.

أينقص الدين وأنا حي؟!

شعار لا بد أن يحمله فرسان الإسلام في هذا الزمان كذلك حتى ينصر الله بهم دينه ويعز شريعته لكن قبلها لا بد لكل فارس من هم أن يستلم رايات الرجولة تلك حتى يستحق الانتساب إلى زمرة رجال الإسلام إنها:
رايات الرجال:
وهي ثمان رايات إيمانية تنتصب أمام فارس الإسلام تدعوه كلها أن يحمل هم هذا الدين وأن يجعل حياته كلها في سبيل رب العالمين ويتخذ من هذا الشعار الصديقي منهج حياة ليس فيه خيار لأن ذلك خيار الرب الجليل الذي اختاره لكل عباده المؤمنين [ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا] ( الأحزاب: 36 ).



إنها رايات مرفوعة لأصحاب الهمم العاليه من رجال الإسلام الجدد لا يستطيع أن يشرئب إليها إلا كل عنق تواقة إلى المعالي يردد صاحبها خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين].

- دليل الانتماء:
إن حمل قضية الإسلام منهج حياة كل فارس من فرسان الإسلام فهم أن انتماءه لهذا الدين ليس حبراً على ورق وليس كلمة تكتب في خانة الديانة في بطاقة الهوية الشخصية وإنما أن يكون شعاره في الحياة تلك الكلمات الصديقية المباركة ( أينقص الدين وأنا حي؟!).


فليس هناك من دليل على صدق الإيمان أبلغ من حرارة تشعل القلب بالحب لهذا الدين فلا يملك صاحبه إلا أن يندفع لحمل رايته وليأخذ مكانه في قافلة الرجال ويشرح رسولنا صلى الله عليه وسلم تلك الحقيقة الدامغة من أن الانضمام إلى قافلة الرجال الذين يحملون هم الإسلام هو قرين الانتماء إلى زمرة المؤمنين فيقول صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" وفي رواية " وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".

- أبو بكر المؤسس:
وانظر إلى مؤسس هذه السنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم أن يشهد قلبه الصديقي شهادة الحق أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينصر من مجلس إيمانه فلا يعود إليه إلا وقد أدخل معه في كتيبة الإيمان خمسة من أعظم فرسان الإسلام ويكفي أنهم يعدلون نصف العشرة الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجز مقاعد في أعالي الجنان.
- الفاروق على الدرب:
ثم تأمل حال أقوى الرجال في دين الله فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاسمع إليه يروي خبر تسميته بالفاروق لما سأله عن سر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما فقال الفاروق رضي الله عنه [ أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ثم شرح الله صدري للإسلام وأول شيء سمعته من القرآن ووقر في صدري [ الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ]. ( طه :.

فما في الأرض نسمة أحب إلى من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فسألت عنه؟ فقيل لي : هو في دار الأرقم فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوسا في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم فقال لهم حمزة: ما لكم؟ فقالوا عمر.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترة لم أتمالك أن وقعت على ركبتي فقال: ما أنت بمنته يا عمر؟ فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد.
فقلت : يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟ قال : بلى فقلت: فيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن فخرجنا في صفين حمزة في صف وأنا في صف له كديد ككديد الطحن – حتى دخلنا المسجد فلما نظرت إلينا قريش أصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها قط فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق.
واسمع إلى تلك الشهادات الدامغة من رفقاء ثلة الرجال الأول الذين لمسوا أثر الفاروق رضي الله عنه في نصرة هذا الدين من أول يوم في تاريخ انتسابه إليه:
كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: ما كنا نقدر أن نصلى عند الكعبة حتى أسلم عمر.
ويقول أيضا: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
وقال صهيب الرومي رضي الله عنه: لما أسلم عمر ظهر الإسلام ودعي إليه علانية وجلسنا حول البيت حلقا وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا وددنا عليه بعض ما يأتي به.
- العملاق الدوسي:
وهذا عملاق ثالث قادم من أرض دوس ينتصب في جبين تاريخ الإسلام شامة نور تعلم قوافل الفرسان في كل زمان أن الانتماء لهذا الدين ليس له إلا ترجمة واحدة في قاموس المؤمنين أن يحمل الفارس بين ضلوعه هم هذا الدين وأن تتحرك جوارحه في أرض الواقع لتترجم هموم القلب إلى واقع دعوة وهداية وإصلاح.
فما إن قدم هذا السيد من سادات دوس إلى مكة زائرا حتى تلقاه سدنة قريش يحذرونه سماع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية أن ينضم إلى قافلة رجال الإسلام فيكون شوكة في حلق الكفر والعصيان.0
يقول الطفيل: فو الله ما زالوا بي حتى عزمت ألا أسمع منه شيئا ولا ألقاه وحين غدوت إلى الكعبة حشوت أذني كرسفا كي لا أسمع شيئا من قوله إذا هو تحدث وهناك وجدته قائما يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه فأتبى الله إلا أن يسمعني بعض ما يقرأ.
فسمعت كلاما حسنا وقلت في نفسي: واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر لا يخفى علي الحسن من القبيح فما يمنعني أن أسمع من الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا رفضته.
ومكثت حتى انصرف إلى بيته فاتبعته حتى دخل بيته فدخلت وراءه وقلت له: يا محمد إن قومك قد حدثوني عنك كذا وكذا فو الله ما برحوا يخوفوني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ولكن الله شاء أن أسمع فسمعت قولا حسنا فاعرض علي أمرك.
فعرض الرسول على الإسلام وتلا علي من القرآن فأسلمت وشهادة شهادة الحق.
وقلت: يا رسول الله إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون عونا لي فيما أدعوهم إليه فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل له آية.
فتأمل هذا الكلام النوراني لتعرف سر عظمة أولئك الرجال الذين حملوا هم هذا الدين أول مرة ، فلم يمكث طفيل ليتعلم السنين الطوال قبل أن ينطق لسانه بدعوة الناس إلى لا إله إلا الله وإنما تحمل أمانة الدعوة بمجرد لفظه بكلمة ا لتوحيد فيا له من جيل.
وبعد سنوات مكثها الطفيل في قبيلته داعيا ومربيا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينما رسول الله في خيبر بعد أن فتحها الله على المسلمين إذا موكب حافل ينتظم ثمانين أسرة من دوس أقبلوا على ا لرسول مهللين مكبرين يتقدمهم سيدهم الطفيل بعد أن دخلوا جميعا في زمرة الإيمان على يد ذلك العملاق الدوسي.



دمتم بحفظ الرحمن

كلام جميل تسلم على الموضوع الجميل ده